السبت، 9 فبراير 2013


نموذج مصغر لمصر

الفيوم .. بلد السواقي والشلالات وقصر قارون

 الفيوم، محافظة مصرية أشبه بالواحة في قلب الصحراء، ولكنها تروى بماء النيل، وهي أيضا لا تطل على أي من البحور، ولكنها تمتلك أجمل الشواطئ على أكبر البحيرات المصرية وأقدمها، غطتها المياه قديما، لتخلق من أرضها حاليا واحة للحكايات تنطق أرضها، بما مر بها عبر ملايين السنين. 

القاهرة:على بعد90 كيلو متر من غرب العاصمة المصرية القاهرة، تقع الفيوم، المدينة ذات الطبيعة الخاصة، المشهورة بالسواقي المميزة بها عن باقي مدن مصر وكذلك الشلالات، والتي يعتبرها الكثيرون، نموذجا مصغرا لمصر، بما تحتويه من بيئات مختلفة، ريفية وساحلية وصحراوية، كما أنها تضمنا آثارا لكل الحضارات التي مرت على مصر بدء من الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية إلى الاسلامية، تتمثل في أهرامات ومعابد ومدرجات، ومسلات، وقصور، كما تنتشر بها الطبيعة الخلابة، خاصة في منطقتي بحيرة قارون وشلالات وادي الريان، وتضم أيضا المحميات الطبيعية الفريدة من نوعها، المتمثلة في محمية وادي الحيتان، الذي يعد أكبر بيولوجي مفتوح على مستوى العالم.

تدور قصص عديدة حول اسم "الفيوم"، كما يؤكد الباحث الآثاري بسام مدكور، قائلا: أهم هذه الحكايا التي تتحدث، أن هذه الأرض هي التي استصلاحها نبي الله يوسف عليه السلام في مصر، استغرقت ألف يوم، ومن هنا اشتق الاسم الفيوم، كما هناك قصة أخرى، تقول أن الاسم أشتق من "بي يم" بمعنى البحيرة، حيث كانت تغطي بحيرة قارون أغلب أراضيها قديما، ولهذا تبدو أراضي البلد غير مستوية، ما دعا أهلها إلى استخدام السواقي فيما بعد، وهي التي اشتهرت بها بعد ذلك، وتتعدد المزارات السياحية في الفيوم، بين الآثارية، والشاطئية، والأخرى ذات الطبيعة الريفية أو الأماكن الطبيعة النادرة والخلابة

وادي الريان.. يعتبر منطقة وادي الريان من أكثر المناطق جذبا للسياح في الفيوم، لما تتميز به من بيئة صحراوية، إلى جانب منطقة غنية بالعيون المائية، وكذلك الحيوانات البرية من غزلان وثعالب وذئاب ، وأكثر من مائة نوع من الطيور، وتمثل منطقة الشلالات أهم معالم المنطقة السياحية، وتقع في وادي يعرف بوادي القسيمات وهي عبارة عن ثلاث شلالات طبيعية ينساب فيها الماء على ارتفاع أكثر من 5 أمتار ما بين غابات من نبات البردى، لتربط بين بحيرتين، عليا وسفلى، ويمكن ممارسة العديد من الرياضات البحرية بالبحيرات، وكذلك يمكن ركوب الخيل والجمال وغيرها من الأنشطة السياحية والترفيهية، وتوجد بالمنطقة أيضا مجموعة من العيون الكبريتية التي يقصدها الزوار بقصد العلاج.


بحيرة قارون.. تقع بحيرة قارون فى الجزء الشمالي من الفيوم، وهي واحد من أكبر البحيرات المصرية وأعمقها، وتعد كذلك من أقدم البحيرات الطبيعية فى العالم، وتتميز بامكانية ممارسة الرياضات البحرية بها، وبوجود عدد من الفنادق والمنتجعات السياحية حولها. وتقوم المراكب الصغيرة برحلات بحيرة في أرجاء البحيرة للتمتع بطبيعتها الخلابة.

المناطق الآثرية ..تعد منطقة "ميدوم" أولى المزارات الآثرية، التي يتجه إليها السائحون بالفيوم، حيث يوجد بها الهرم الذى شيده الملك "حونى" وأكمله الملك "سنفرو" مؤسس الأسرة الرابعة في الدولة الفرعونية، وهذا يعد أول شكل كامل للهرم فى العصر القديم، وكذلك هناك هرم "اللاهون"، الذي شيده "سنوسرت الثاني" على شكل مربع طول ضلعه 107 متراً، ويصل ارتفاعه إلى حوالى 48 متراً، وهو مبني فوق صخرة طبيعية يبلغ ارتفاعها 13 متراً.
وهناك قصر قارون المكون من 336 غرفة في ثلاث طوابق، يتصدر مدخله كرسي العرش، وأسفله حفرة عميقة، وعلى جانبي الكرسي، ويوجد بالقصر سراديب تفتح على خارج المدينة التي يقع بها القصر الأثري، والتي تشاهد بقاياها من الطابق الثالث بالقصر، الذي ، تحتوي حوائطه على رسومات للآلهة التي كان يعبدها صاحب القصر.

 وادي الحيتان
يعتبر وادي الحيتان أكبر المتاحف الطبيعية في العالم،وتبلغ مساحته 1759 كيلومتر، وهي المنطقة، التي اختارتها اليونسكو عام 2005، أولى مناطق التراث العالمي، في القائمة التي تضم 130 موقعا، بسبب الحفريات الموجودة بها لحيوانات عاشت منذ 42 مليون سنة خاصة الحيتان، عندما كان الوادي يقع تحت محيط ضخم يغطي المنطقة كلها "بحر سيداس"، وكانت الجبال الموجودة الآن بالمنطقة تغطيها مياه تلك البحار أو هي مجرد جزر صغيرة في قلب المحيط، ويضم الوادي حوالي أربعمائة وستة من الهياكل العظمية لأنواع من الحيتان الأولية، منها‏ 205‏ هياكل عظمية كاملة‏،‏ بالإضافة إلى وجود الكثير من الحيوانات والأسماك الأخرى مثل:‏ القروش والأسماك العظمية وعروس البحر والدرافيل، ما جعل المكان مقصد لكل الأفواج السياحية التي تزور الفيوم.‏


ليست هناك تعليقات: