الجمعة، 12 أكتوبر 2012

حفرها المصري القديم لعبادة العجل ابيس مقابر السرابيوم تعود للحياة وتستقبل الزوار




 
































افتتح خلال الأيام الماضية في صحراء سقارة المصرية السرابيوم الذي يتكون من مجموعة من الممرات المنقورة تحت سطح الأرض، والتي خصصت لدفن مومياوات العجل أبيس في توابيت ضخمة من الجرانيت، بعد أن استمر مشروع ترميمه لمدة 20 سنة.




 عادت الحياة مرة أخرى لمقابر السرابيوم، التي تحتوي أقدم نفق في العالم، بعد أن كانت مهددة بالانهيار قبل أن يجري ترميمها، وكان المصري القديم حفرها كمقبرة لعبادة العجل «ابيس» اله الخصوبة في الدولة المصرية القديمة، بطول اجمالي بلغ 380 مترا، وبعمق يتراواح مابين‏10‏ أمتار و‏20‏ مترا‏، به24‏ حجرة منحوتة في الصخر، تحتوي كل منها على تابوت من الجرانيت الوردي أو الرمادي أو البازلت‏, بالإضافة إلي تبوتين في الممر، يصل وزن التابوت الواحد بين‏50‏ إلى‏70‏ طنا‏، عبارة عن‏ قطعة واحدة، وتمثل هذه التوابيت أحد الالغاز الفرعونية المرتبطة بالمقبرة، حيث لم يعرف بعد كيف جرى ادخال هذه الصخور العملاقة داخل الغرف، خاصة مع عدم وجود فتحات في المكان تدل على ذلك، وأن مدخل المقبرة نفسه حجمه لا يتسع لادخال أي من هذه التوابيت.
السرابيوم .. مقبرة العجل أبيس
السرابيوم.. هو مقابر شيدها المصري القديم لمومياوات العجل أبيس الذي كان مقدسا في فترة الأسرات الفرعونية‏,‏ خاصة أن له مواصفات خاصة‏,‏ حيث يرمز للخصوبة وكان يعبد في منف، واعتبر قدماء المصريين أن روح الاله بتاح تتجسد فيه، ولهذا كان يرسم وقرص الشمس بين قرنيه، وكان العجل يختار أبيض اللون به بقع سوداء بالجبهة والرقبة والظهر، ويعيش في الحظيرة المقدسة وسط بقراته، وعند موته كان الكهنة يدفنونه في جنازة رسمية مع مجوهرات، ثم يتوج عجل آخر اله بالحظيرة المقدسة وسط احتفالية كبرى، حيث اعتبر الفراعنة العجل أبيس‏ نادر الوجود‏,‏ حيث يولد من بقرة لا تلد غيره، ويظهر كل‏14‏ سنة‏,‏ وكذلك كان يدفن عجل واحد كل‏14‏ سنة‏.‏
رحلة في أقدم نفق في العالم
تبدأ الزيارة لمنطقة الزائر لمنطقة السرابيوم عبر ممر طويل يؤدي إلى سلالم عبارة عن مصاطب كبيرة، في آخرها باب صغير، يفتح على ممر رئيسي طوله 136 متر، وعلى جانبيه 24 غرفة دفن مقببة منحوتة في الصخر، لا تواجه هذه الغرف بعضها بعضا، بل حفرت بالتبادل حتى لا تحدث ضغط على التربة الطينية التي حفرت بها، وجدرايات المقبرة يزينها النقوش الفرعونية التي تحكي تاريخ المقبرة، وقصة هذا الاله الذي اشترك معهم اليونانيون في عبادته.
ويغطي الممر الرئيسي في السربيوم، بأرضيات خشبية، وأخرى زجاجية، حتى يرى الزائر للمكان الأرض الأصلية للممرات، وتحتوي كل غرفة دفن على تابوت ضخم من الجرانيت ذو الالوان المختلفة، تظهر عليها نقوش فرعونية متعددة، ويترواح ارتفاع التابوت بين 3 و4 أمتار، وعرضها يصل 2 ونصف المتر، وطولها يصل إلى 3 أمتار، وتحتوي المقبرة على 26 تابوت، عثر على واحد فقط منها سليم عند اكتشاف المقبرة في منتصف القرن الـ 19‏ على يد العالم الفرنسي ميريت، الذي كان مديرا للمتحف المصري‏،‏ ووجدت باقي التوابيت خالية من العجول، وفتح التابوت المغلق بالديناميت في ذلك الحين‏،‏ وعثر فيه على مومياء العجل ومعه بعض المجوهرات، وسبب فتحها بهذه الطريق ان المصريين القدما كانوا يصنعون هذه التوابيت بطريقة تجعلها تقفل عن طريق الضغط، ما يصعب عملية فتحها بعد ذلك.
مقبرة بتاح حتب وأخت حتب
وبعد الخروج من السرابيوم، يتوجه الزائر إلى مقبرة "بتاح حتب وأخت حتب"، سيراً على الأقدام، وتوجد المقبرة بجوار هرم مدرج الشكل في منطقة سقارة، التي تشتهر بوجود الاهرامات المدرجة بها، وتقود إلى المقبرة سلالم كبيرة تؤدي إلى ساحة واسعة أمامها باب مقبرة "بتاح حتب"، وعند الدخول من الباب الصغير للمقبرة تجد حجرة واسعة بها 4 أعمدة، متفرع منها أكثر من غرفة تتميز حوائطها بالنقوش والرسومات الفرعونية القديمة، وتعد مقبرة "بتاح حتب"و"أخت حتب"، أجمل وأهم مقابر سقارة، فقد شغل صاحبها منصب وزير وقاض في عهد الاسرة الخامسة، وله نص جميل عن كيفية معاملة الرجل زوجته يقول فيه " إذا كنت عاقلاً أسس لنفسك بيتًا، وأحب زوجتك حبًا جمًا ..، وأحضر لها الطعام وزودها باللباس .. وقدم لها العطور .. إياك ومنازعتها .. باللين تملك قلبها .. واعمل دائماً على رفاهيتها لتستمر سعادتك"، ويمكن فهم نصائح هذا الحكيم، إذا عرفنا ان معني كلمة أخت بالفرعونية تعني عزيزتي، والمقصودة هنا زوجته التي دفنت معه بنفس المقبرة.
بالقرب من هذه المزارت يوجد أيضا مجمع الفلاسفة "الباثنيون"، وهو مكان تجمعت فيها تماثيل بعض فلاسفة اليونان، مثل سقراط وأرسطو وأفلاطون، ولا يزال بعضها قائما على بعد عشرات الأمتار من مدخل السرابيوم، وبالقرب من مقبرة "بتاح حتب واخت حتب".

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

عظيم جدا